الإمارات تطلق مبادرة بقيمة مليار دولار للذكاء الاصطناعي في أفريقيا 2025
الإمارات تطلق مبادرة بقيمة مليار دولار للذكاء الاصطناعي في أفريقيا 2025
في خطوة استراتيجية تعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كقائد عالمي في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أعلنت الدولة عن إطلاق مبادرة ضخمة بقيمة مليار دولار أمريكي لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عبر القارة الأفريقية. جاء هذا الإعلان التاريخي خلال قمة مجموعة العشرين (G20) المنعقدة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، حيث ترأس الوفد الإماراتي سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
تفاصيل مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية"
تحمل المبادرة الإماراتية الجديدة اسم "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" (AI for Development)، وتهدف إلى سد الفجوة الرقمية في القارة الأفريقية من خلال توفير البنية التحتية اللازمة والخدمات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
القطاعات المستهدفة للتطوير
تركز المبادرة الإماراتية على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات حيوية تشمل:
- التعليم: تطوير منصات تعليمية ذكية وتحسين جودة التعليم الرقمي عبر القارة
- الزراعة: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية الزراعية ومواجهة تحديات الأمن الغذائي
- الرعاية الصحية: تعزيز الخدمات الطبية من خلال التشخيص الذكي والطب عن بُعد
- الهوية الرقمية: إنشاء أنظمة هوية رقمية آمنة وموثوقة
- التكيف المناخي: استخدام التقنيات الذكية لمواجهة التغيرات المناخية وحماية البيئة
الإمارات: قوة عالمية ثانية في مجال الذكاء الاصطناعي
وفقاً لدراسة أجرتها شركة TRG Datacenters الأمريكية عام 2025، تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية عالمياً في قدرات الذكاء الاصطناعي، متفوقة على جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية. تمتلك الدولة أكثر من 188,000 شريحة ذكاء اصطناعي وقدرة طاقة إجمالية تبلغ 6.4 ألف ميغاواط.
شراكات استراتيجية عالمية
عززت الإمارات مكانتها من خلال شراكات استراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا العالميين، بما في ذلك:
- مايكروسوفت (Microsoft): استثمارات ضخمة في مراكز البيانات والحوسبة السحابية
- إنفيديا (Nvidia): الحصول على الموافقة الأمريكية لتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة
- أوبن إيه آي (OpenAI): تعاون في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي
- شركة G42: تطوير البنية التحتية المحلية والإقليمية للذكاء الاصطناعي
التزامات الإمارات تجاه القارة الأفريقية
أكد سعيد الحاجري، وزير الدولة الإماراتي، أن التزام بلاده تجاه أفريقيا يمتد إلى ما هو أبعد من التكنولوجيا وحدها. فالإمارات تقوم بتنفيذ مشاريع طاقة نظيفة واسعة النطاق عبر القارة، وتستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 بالشراكة مع جمهورية السنغال.
حجم الاستثمارات والشراكات الاقتصادية
تُظهر الأرقام الرسمية حجم الالتزام الإماراتي تجاه التنمية الأفريقية:
- 1.05 مليار دولار: إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة في 2023-2024
- 784 مليون دولار: مساعدات للسودان منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2023
- 118.6 مليار دولار: استثمارات إماراتية في أفريقيا بين 2020-2024
- 107 مليارات دولار: حجم التبادل التجاري الثنائي في 2024
- المرتبة الرابعة عالمياً: موقع الإمارات كمستثمر رئيسي في القارة الأفريقية
أهداف المبادرة والرؤية المستقبلية
وفقاً لوزير الدولة الإماراتي، فإن المبادرة تمثل "نشراً عملياً وليس تجريبياً" للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لتلبية الأولويات التنموية الوطنية للدول الأفريقية. وأضاف: "هدفنا الآن هو ضمان استفادة الشركاء عبر الجنوب العالمي من هذه القدرات، وألا تُترك أي دولة خلف الركب في عصر الذكاء الاصطناعي."
التوقيت والسياق الدولي
يأتي الإعلان بعد أيام فقط من موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة من شركة إنفيديا إلى شركة G42 الإماراتية والشركة السعودية Humain، في إطار الاتفاقية الثنائية بين الإمارات والولايات المتحدة التي تقدر قيمتها بـ 1.4 تريليون دولار للاستثمار في القطاع التكنولوجي الأمريكي.
آلية التنفيذ والشراكات
ستوفر المبادرة الإماراتية للدول الأفريقية المشاركة:
- الوصول إلى قوة الحوسبة للذكاء الاصطناعي: توفير البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي
- الخبرة الفنية: نقل المعرفة وتدريب الكوادر المحلية على أحدث التقنيات
- الشراكات العالمية: ربط الدول الأفريقية بشبكة عالمية من الشركاء التقنيين
- دعم المشاريع الوطنية: تمويل وتنفيذ مشاريع ذكاء اصطناعي محلية تلبي احتياجات كل دولة
التأثير المتوقع على الاقتصاد الرقمي الأفريقي
يتوقع الخبراء أن تساهم هذه المبادرة في:
- تسريع التحول الرقمي: تقليص الفجوة التكنولوجية بين أفريقيا والدول المتقدمة
- خلق فرص عمل: توفير آلاف الوظائف في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
- تحسين الخدمات الحكومية: رقمنة الخدمات العامة وتحسين كفاءتها
- تعزيز الإنتاجية: زيادة الكفاءة الاقتصادية عبر القطاعات المختلفة
- جذب الاستثمارات: تحسين البيئة الاستثمارية وجذب شركات التكنولوجيا العالمية
الخلاصة: استثمار في مستقبل القارة السمراء
تمثل مبادرة الإمارات البالغة مليار دولار خطوة تاريخية نحو بناء قارة أفريقية رقمية متقدمة. من خلال الجمع بين القوة المالية والخبرة التقنية والشراكات الاستراتيجية، تضع الإمارات نفسها كشريك أساسي في مسيرة التحول الرقمي الأفريقي، مؤكدة التزامها بنشر فوائد الذكاء الاصطناعي لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة للجميع.
هذا الاستثمار الضخم يأتي في إطار رؤية إماراتية شاملة تهدف إلى ضمان ألا تُترك أي دولة خلف الركب في عصر الذكاء الاصطناعي، ما يعكس نهجاً إنسانياً ومسؤولاً في استخدام التكنولوجيا المتقدمة لخدمة التنمية البشرية والاقتصادية.